الأربعاء، 21 مايو 2014

طقوس العيد

العيد فرحة للكبار والصغار معًا فكما يستعدّ الصغار يستعدّ الكبار أيضًا؛ حيث كان الرجل قديمًا" يبدأ في إعداد ملابسه قبل العيد بفترة طويلة، وعلى الطريقة القديمة؛ فيصبغها إن كان لا يوجد عنده ملابس جديدة، فكانت الملابس تُصبغ بالورس( نوع من النباتات) حيث يدق مع الزعفران والجوز والهيل ويوضع الخليط على النار مع قليل من الزيت، ثم توضع الثياب في إناء، ويُصب عليها خليط الأصباغ؛ فتصبح جديدة " (2). وكانت النساء في الإمارات يبدأن الاستعداد لعيد الفطر المبارك منذ شهر شعبان؛ فيجهزن مؤونة شهر رمضان، ويحضرن المواد الغذائيّة التي تُستخدم للعيد؛ ففرحة العيد لا تكتمل إلّا إذا قامت النساء في الإمارات بإعداد الأكلات الشعبيه الخاصة أهمها : الهريس ، الثريد، البلاليط، العصيد.... " وقبل حلول العيد كانت النساء يبدأن بتنظيف البيت، ويجتمعنّ لتفصيل ملابس العيد بشكل جماعي، كما كانت نساء الإمارات يقطفنّ أوراق الحنّاء قبل شهر أو شهرين من قدوم العيد؛ ليتمّ تجفيف تلك الأوراق ثم سحقها ونخلها وتبقى حتى ما قبل العيد بأسبوع، حيث تُعجن الحنّاء بمغلي الليمون المُجفف، لكي تتم عملية النقش على كفي اليدين، ويُعاد عليها على مدى يومين؛ حتى تصبح ذات لون أحمر قان. أمّا العطور فكانت هناك امرأة مختصّة بخلط العطور وصنع أقراص البخور، وكانت الكثيرات من النساء يلجأن لفعل ذلك بأنفُسهنّ.... ومن العادات الجميلة والحميدة بين أبناء الدولة أنّ العيد لا يأتي وهناك متخاصمان اثنان أو من ذوي القربى إلاّ وتصالحا، وتتمّ المصافحة وتبادل التهنئة عقب صلاة العيد" ( 3).'' تحرص النساء في العيد على لبس الملابس الشعبية المتمثلة في: ( الكندورة المخورة والصروال والشيلة ) ويضعن على شعورهن الكثير من العطور الخاصة، ويجدلن شعورهنّ بما يسمى ( العكفة أو العقوص ). وعندما يحين وقت الغذاء يجتمع الأهل والجيران في منزل أكبرهم سنًا في الحارة أو المنطقة لتناول الغذاء في منزله، الرجال في مكان، والنساء في مكان آخر. تقام منتديات اللقاء والتجمع طيلة أيام العيد في أطراف الحي؛ حيث يلتقي الجميع في ألعاب جماعية للتسلية وإدخال الفرحة على الأولاد. من الألعاب التي كانت تمارس في الأعياد والاحتفالات .. ( العيالة وركوب الخيل واللعب بالسيوف ). " ولعيد الأضحى احتفالات خاصة؛ حيث يقوم الناس فيه بشراء اللحم بجماعات تتآلف، وتقوم بالغناء في يوم ( المشوي ) ويقومون بتتبيل اللحم ( بالخل ) ، ومع نوع من البهارات يحتوي على الفلفل والزعفران والهيل والبزار والقرفة والتمر؛ حتى يعطي نكهة خاصة للأكل . وكان الرجال يرددون عند إخراج ( الوخيفة ) أي الذبائح ( طلع يطرّب ويهه مغرّب) أو ( عيد العود شايبهم كله من قرايبهم ) وكان الأطفال يرددون أغاني، ومنها: " باكر العيد بنذبح لبقرة وبنعشي خماس طويل المنخره" (4) صورة رقم (3) من متحف عجمان الفقراء ينالون نصيبهم من ذلك الخير؛

هناك تعليق واحد: